Wednesday, February 15, 2006

أسبوع المقاومة

سيدي عباس...
توالت السنون وما غاب طيفك عنا
تنطوي أرقامها تباعاً
تضيء أحرفها شعاعاً
وأنت تكبر فينا
فتكبر المقاومة...
امتدّت إليك يد المكر لتغتالك!
ظنّت أنها تغتال المقاومة
بثوب القائد!
لم يدروا أن كلّ قطرة دم من دمك الطاهر
انجبت بطلاً.. هو على الظلم ثائر
يقرأ عمق الجراح
فيهتف حي على الفلاح
هيا إلى الكفاح
فيبلسمه
مهما كان عمق هذا الجرح غائر..
لم تدرِ
أن المقاومة روح لا تُغتال
وأنّك لئن استشهدت
ستبقى فينا المثال
وأننا نقوى بالشهادة
وهي فخر للرجال
ستبقى فينا أنشودة عذبة
يتردّد صداها عبر الأجيال
نحفظها.. نحفرها في الخاطر
نسكنها الأرض والتربة والجبال
فنحن كما أردتنا أن نكون،
مقاومةأبيّة، قويّة، صامدة
.. وما تزال
ترهب الأعداء
بالفعل لا بالأقوال..
سيدي...
لئن عادت الذكرى
فقد عادت بالبشرى
بالنصر وتحرير الأرض
والفرحة الكبرى
بانهزام عدو
يعيش في حيرة
من أين يحمل نعش الإنهزام
فلتعيّد المقاومة عيدها
ولينشد المحبّون أناشيدها
ولتعلو الأصوات
بأجمل النغمات
وأعذب الصلوات
على محمّد وآله وصحبه الكرام.
**************
ماجدة ريا.

وعادت الذكرى

مرّ عام على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، عام شهد لبنان خلاله ما لم يشهده من قبل من بروز للإنقسامات السياسية الحادة، سيما وقد تخلّله الكثير من الإغتيالات التي تبعت الإغتيال الأساس الذي قيل فيه إنه زلزال.
اليوم في ذكراه الأولى كلٌّ يغني على ليلاه، فجماعة 14 آذار والتي لم تكن مجتمعة يوماً ما، جمعتها المصلحة الواحدة، جميع فرقائها تقاطعت مصالحهم في نقطة واحدة، ومنها يتفرعون كل في شعاع مختلف لا يلتقي أحدهم مع الآخر إلا ليستمدّ منه قوّة يحتاج إليها، لأنه إذا ما قيس حجم كل واحد منهم على حدة لفزع هو من ضآلة حجمه قبالة الآخرين، فقد جمعوا ما جمعوا وحشدوا ما حشدوا من كل زاوية ومن كل مكان يمكن أن يأتوا به بشخص، أياً كان هذا الشخص ليقول "لسنا أكثرية وهمية!".
لكن كل واحد منهم يدرك حجمه، ويخاف في قرارة نفسه، فيندفع ليعانق الآخر ليعبّر عن تضامن الزعيم مع الزعيم مع الزعيم وقلوبهم واجفة فكل واحد منهم يدرك بأنه غير ممسك سوى بيد هذا الزعيم الذي رفعها ليعلن شيئاً للآخرين، وهو " أننا لا زلنا متماسكين!!!" كل هذه الحركات إنما استجمعت لتأتي رداً على اجتماع "قائدين" عظيمين، لم يجتمعا لمصلحة أحد منهما إنما لمصلحة الوطن أولاً وآخراً، ولم يسلما على بعضهما إلا بعد أن وضعا ورقة التفاهم بينهما، ولم يأتِ تصرفهما بناء على أي انفعال، أو ردّة فعل لأي شيء، إنما دأبا معا على لم شمل ما يمكن لمّه من تداعيات الوضع اللبناني، لقاءهما أرعب الجميع حتى جاء رفع الأيادي ممن رفعوها في هذه الذكرى ليقول نحن هنا... انظروا نحن متّحدين، لكن كل تكلّم بمنطقه وخطابه، ولو كشفت على قلوبهم لوجدت أن كلمتهم واحدة وقلوبهم شتى، وكل ذلك ظهر من خلال الكلمة التي ألقاها فما في القلب يظهر في فلتات اللسان...
بالنسبة لمن يعرضون أنفسهم لمنصب الرئاسة وما أكثرهم من بينهم تباروا أيهم الأنجح في أن يلفت الآخرين بنبرة خطابه، ومن له حقد قديم يريد أن ينفّس عنه فجاء خطابه مباشر بالتهديد والوعيد، وآخر له ثأر قديم فتكلّم كالعادة بلغته التي تعبر عن شخصيته المهزوزة، لغة الشتم والإنفعال، وآخر يريد أن يظهر أكبر قدر ممكن الأمور التي ترضي الأسياد في أميركا وفرنسا حيث مصالحه الأساسية، فنجح بأن يظهر نفسه أنه يطوي الجميع تحت جناحه ...
لكن ما لفتني قول أحدهم " إجاكم طقس حلو ومشمس ، شفتو حتى الله معنا، الله لبناني!"
يحلل الواحد فيهم من منطلق ذاته، وتفكيره ومحدوديته أحياناً، فيظن أنه ممسك بكل شيء، مدرك لكل شيء!
نقول الله للجميع، للحق وحيث يكون الحق يكون الله سبحانه وتعالى، فلو أن الطقس كان غير ذلك، لا أدري من كان سيحضر؟ وكم؟... وبأثمان أعلى بكثير... لكن أقول لمن يفكّر بهذه الطريقة، أنه أخطأ التقدير، فقد مشى الكثيرون تحت المطر، وتحت الثلج ، وبطقس عاصف ليقولوا كلمتهم، ليريكم الله سبحانه وتعالى أن مناصري الحق هم أناس أشداء، قلوبهم كزبر الحديد، لا يخشون في الله لومة لائم، الله سبحانه وتعالى أراد من ذلك حكمة وموعظة لمن يتّعظ!
مناصرو الحق الذين قدّموا التضحيات الجسام، من شهداء وجرحى وآلام... صبروا على كثير من الأذى ولا زالوا يصبرون، وكان ذلك أصعب بكثير من المشي تحت الثلج والمطر، وصبروا، وحققوا النصر العزيز، وإذا بنا نرى أشخاصاً عاشوا مترفين من جرّاء نهب أموال الدولة والمغانم، يأتون الآن ليقولوا، " حرية سيادة استقلال" هذا ما يجيدون.. العيش برخاء، وإطلاق الشعارات..
!فليراجعوا أنفسهم، والأيام ستخبرهم، أين هو الله؟ وفي صف من
ماجدة ريا.

Sunday, February 12, 2006

التعنّت المتهوّر


نعيش وسط معمعة حادة، وخلافات محتدمة، وبلد يخوض في المجهول، وإنقسامات لا عدّ لها ولا حصر، وإن بدا المشهد على أنه اصطفاف بين معسكرين أساسيين شرقي وغربي... لكنه لبنان، ويبقى لبنان قبل أن يكون أي شيء آخر، فهل هذا هو رأي الجميع؟!!!! وهل مصلحة لبنان هي صاحبة الإعتبار؟
صدر مؤخراً وثيقة تعاون بين تيارين كبيرين، أثارت الحساسية لدى بعض المسؤولين، لحسابات ما! رغم أن هذه الوثيقة قد وجّهت دعوة إلى الجميع للإجتماع حول طاولة حوار، وتقريب المسافات على أساس مصلحة لبنان، ومع ذلك فإن الخطابات النارية لم يخمد أوارها، وخرجت لاسعة أكثر من أي وقت مضى، فلم يتوانَ أحد قادة الميليشيات سابقاً عن وصف المقاومة على أنها ميليشيا دون حياء، طبعاً ولهكذا جرأة ثمن!!!!
فكلما رأى المسؤول الأميركي أن ثمة تقارباً حصل بين الأطراف اللبنانيين، أرسل من يعكر صفوه ويضرم النار! ولكن حبذا لو أن من يستجيبون ويلعبون بالنار يلتفتون إلى أن أول شيء تحرقه النار هو أصابع من يلعب بها.
ولكن غريب هو منطقه! بل كيف يكون غريباً، فقد اعتدنا على النفس الأميريكي وعلى أمر يشبه أي شيء إلاّ المنطق!
عندما التقى هذان التياران على طاولة الحوار وبعد أشهر توصلا إلى هذه الوثيقة المعلنة، لنقل إلى تقريب وجهات النظر، والإلتقاء، والمعلوم أنه لم يجلس معهم أي شخص من أي جنسية أخرى.. هو كلام لبناني ـ لبناني... وعلى مرأى من الجميع، وكل النقاط التي عالجها تخص لبنان، ولم يقفل الطرفان الباب بل فتحاه لمن يرغب أن يكون لبنانياً ويحل مشاكله على الطريقة اللبنانية، فنحن لسنا بحجم العالم كي يأتي العالم كله من خلال أمريكا والأمم المتحدة ليحلّ مشاكلنا، لقد بلغنا سن الرشد.
ويخرج الزعيم بعد لقائه مباشرة لمبعوث الأمم المتّحدة، ليشكك بوطنية اللبنانيين عندما يجلسون مع بعضهم، أما أن نلتقي المبعوثين الأجانب ونخرج لننفذ رغباتهم، ربما عندها نصبح منتمين إلى جوقة السيادة والحرية والإستقلال!!!!! يا للسخافة! والأغرب أنه يعترف بأن المقاومة هي حالة شعبية واسعة، تملك كل شيء من شعبية وفكر وخطابة وقوة.. لكن هو ومن معه يملكون الكلمة الحرّة!!!!! أي حرية هي التي لا تحمى إلا بعد كل مقابلة لمبعوث غربي يملي عليه ما يجب أن يقول!
أما مركز الجدال فهو أن الدولة يجب أن تبسط كامل سيادتها على أرض لبنان؟ لأن ما تفعله المقاومة هو انتقاص للسيادة؟!! ويا للعجب؟! أين كانت الدولة عند الإجتياحات الصهيونية المتكررة؟ وللذين يطالبون بعودة العمل باتفاق الهدنة لعام ال 48 أين كان هذا الإتفاق عند كل ما سببته إسرائيل لشعب لبنان من دمار وويلات؟
لقد عانى لبنان ما عانى، والقرى الجنوبية تشهد الهمجية والرعونة الإسرائيلية... كيف تطالبون أن نلقي السلاح والعدو يحاصرنا كل يوم ولم نلقِ هذا السلاح؟ أي منطق يقول للمعتدى عليه تجرّد من سلاحك وضع رأسك على المقصلة؟ المنطق الأميريكي مرفوض مرفوض لأنه ليس بمنطق!
حبذا لو يكف المتعنّتون عن تعنّتهم، ويلتفتون إلى مصلحة بلدهم بعيداً عن أي مصالح ذاتية..
حبذا لو يغلّبون حب الوطن بعيداً عن التستّر بهذه الكلمة مراوغة ورياء..
فلنجتمع بقلب مفتوح، محب للوطن ومصالحه، ولنعمل على حمايته بوحدتنا، بمحبّتنا الصادقة، ورؤويتنا الواضحة بعيداً عن العنصريات والعنجهيات..
لمَ يصمّون آذانهم ولا يريدون أن يسمعوا؟
عندما انتصرت المقاومة ـ وإن كانت من لون واحد ـ قالت "هذا انتصار للبنان، لكل اللبنانيين بكل أطيافهم" وتعالت على كل الجراحات، ولم تقتصّ من الذين تسببوا لها بكثير من الأذى..
لقد أثبتت بالفعل لا بالقول أنها منكم ولكم أيها اللبنانيون، وأنها السبب في طمأنينتنا جميعاً.. لمَ تريدون سلبنا هذه الطمأنينة!
طائرات العدو التي تجتاح سماءنا كل يوم.. كنا نرتعب منها سابقاً، لكن بعد معادلات القوة التي أرستها المقاومة بتنا نشعر بالأمان على كل شبر من أرضنا..
ما الذي يردع إسرائيل عنا وهي التي لها علينا ثأر؟ الفيتو الأميريكي على إدانة إسرائيل في مجلس الأمن بعد مجزرة قانا؟!
أنا لا أفهم ما الذي يدعوكم إلى هذا التعنّت المتهوّر!.
ماجدة ريا