Saturday, January 03, 2009

النصر لغزة هاشم الأبية

أيهما أصعب؟ أن يتحرّر المرء من محتل يحتل أرضه ووطنه؟ أم من سلطان جائر لا يرحمه؟
في مقارنة بسيطة بين هذين النوعين ممن يمتلكون السلطة على نحو غاشم، بكل ما تحوي كلمة سلطة من تسلط وتجبّر وتحكّم في رقاب العباد، سنجد الكثير مما يشترك به هذان النوعان من الحكّام، ولعل الفارق الأبرز هنا هو أن السلطان الجائر لا نطلق عليه صفة سلطان، وإن كان هو في الحقيقة يحتل مركزه احتلالاً رغم أنف الشعوب، فيقمع الرأي الحر، ويفسد، ويتاجر بحقوق الناس وكراماتهم، بل يتاجر بما هو أكبر من ذلك بكثير إذ هو يتاجر بحقوق الوطن الذي ينتمي إليه ويسيطر عليه ببأس وبطش، ويغامر بكل شيء غير آبه برأي الناس أو موقفهم منه أو من حكمه.
نعرف أن المحتل الذي يحتل بلداً ما يسيطر على مقدّراته، ويحوّل أهل ذلك البلد إلى رهائن لديه، ويفعل كل ما يحلو له من أجل أرضاء سطوته ونزوته في السيطرة على ذلك البلد، وكل ما يأتي من ذلك الحاكم المحتل لن يبدو مستغرباً، بل هو يأتي في السياق الطبيعي لأمر غير طبيعي وغير مشروع الذي هو الإحتلال.
فالإحتلال لم ولن يكون في يوم من الأيام مشروعاً وفق أي عرف أو أي قانون أو أي دين، ومع ذلك فإن نظرة بسيطة إلى السنوات الستين لاحتلال أرض فلسطين كافية لأن تشرح لنا الكثير من الأمور، والتي أثبتت وما زالت تثبت أن الكثير من دول العالم أعطت المشروعية لشتات اليهود في احتلالهم لأرض فلسطين على حساب شعب بأكمله.
وتلك الدول منها من أعلن عن ذلك صراحة، ومنها من أعلن عن ذلك سراً، ومنها من لم يعلن ولكنه لا حول له ولا قوة، ومنها من أعلن اعتراضه على ذلك وبقي متمسكاً بحقوق مقاومة هذا العدو المتغطرس والمدعوم عالمياً، لكنها دول قليلة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، وهي مصنفةً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بمحور الشر وهو يضم حركات المقاومة المناوئة لإسرائيل بكل فصائلها وألوانها وأطيافها الذي تسعى إلى إبادته.
وهكذا مع دعم عالمي يزداد يوماً بعد يوم للكيان الصهيوني الغاصب، يزداد بطشه وتجبّره وتجرّؤه، والحروب العدوانية التي يشنّها هذا الكيان الغاصب في السنوات الأخيرة، خاصة عدوانه على مقاومة لبنان في تموز 2006، وعدوانه الذي بدأه منذ أيام على غزة، حيث أن ما قام به هذا العدو وما يقوم به من اجرام وقتل وتدمير هو غير مسبوق ! شهداء بالمئات جلّهم من النساء والأطفال، وجرحى بالآلاف.. في هذين العدوانين وفي ظل تغطية دولية واضحة، حتى من أقرب المقرّبين والأشقّاء.
والمطلوب اخضاع حركات المقاومة لشروط لإحتلال؟ فهل يمكن ان تسمى مقاومة اذا ما خضعت؟
قاوم الشيء يعني رفضه وعمل على تغييره، والمقاومة هي رفض للإحتلال ، وهي قائمة من اجل ازاحة الإحتلال، فإذا بها تحاصر وتضرب بهذا العنف كي تستسلم لشروط الإحتلال!
كل الدول تغض نظرها عمّا يرتكب من جرائم فظيعة لا يحتملها قلب بشر، ومع ذلك تتلقّاها المقاومة وأهلها الشرفاء الصامدين بكل صبر واحتساب عند الله والله لا يضيع أجر المحسنين، فكيف بالذين يقدّمون أنفسهم وأهليهم على مذبح الحرية والفداء والكرامة؟ ولا ناصر لهم أو معين سوى الله، وتحركات شعبية بّحت منذ أيام ولا من مجيب، فلا حاكم يسمع، ولا ظالم يرتدع! وهو لا يتجرأ إلا على الأطفال والمدنيين العزّل.
ومع ذلك نقول لهم، إن المقاومة هي روح وقلب وفكر، المقاومة لا يمكن أن تكون كما يريدون، لا لشيء إلاّ لأنها مقاومة! ولأن المقاومة هي علّة الوجود فيها.
فليسمع كل الذين صمّوا آذانهم، وكل المتآمرين والمتخاذلين، المقاومة باقية باقية وما تفعلونه لا يزيدها سوى ثباتاً وصموداً وقوةً، بل يعطيها أدلّة زائدة على ضرورة ما تفعل، وتتيقّن بأن هذا العدو المجرم لا بدّ من مواجهته ، وعدم الرّكون إليه ولو قيد أنملة.
هذا العدو الغاشم، يعطي الأدلة يوماً بعد يوم ويوثّقها للتاريخ عن مدى اجرامه وحقده، ولكنه ربما لم يعلم بعد أنه الآن يحارب مقاومة من نوع مختلف، وهي مستعدّة للمواجهة حتى الرمق الأخير من هذه المواجهة، وفي بالها نيل إحدى الحسنيين إما نصر وإما شهادة، والشهادة هي سبيل النصر، فدماء الشهداء من المدنيين الأبرياء، أو من المقاومين الشرفاء، لن تجلب سوى النصر المحتم، هكذا يُعلّمنا التاريخ، وإذا كان هؤلاء القوم ومن معهم لا يعلمون ذلك فلأن الله ختم على قلوبهم، فباتوا صماً، عمياً، بكماً لا يفقهون، ولكن بالتأكيد وبعون الله تعالى سيرون.
إن الدماء الزكيّة لن تورّث سوى النصر والعزة والكرامة، فطبتم يا أهلنا الأعزاء في غزة، وهنيئاً لكم ما بلغتم وكان الله في عونكم، ونصركم على أعدائكم نصراً مبيناً.
ماجدة ريا

Thursday, January 01, 2009

سلام عليك يا غزة


سلام مضمّخ بوجع الأنين
سلام لصبرك عبر السنين
سلام على الشهداء
سلام على الأطفال والنساء
سلام على كل المجاهدين

سلام إليك في العام الجديد
كيف استقبلته يا حبيبة؟
باللون الأحمر القاني؟
خبّريني...
ما حال الأطفال يا غزّة؟
خبّريني عن النساء والعجزة..
خبريني عن تلك التي استشهد أبناؤها
فرفعت وجهها نحو السماء
وقالت هم لله فداء
هم قربان الأرض والوطن

خبريني عن أبطالك الشجعان
كيف يخترقون خطوط النار
فيرمون صواريخهم على الأعداء
لتؤرّق هؤلاء الجبناء
الذين لا يجرؤون على مواجهة الرجال
فلا يقاتلون إلا من وراء جدر..
فينفثون حقدهم الأعمى في كل مكان
يعرفون أن طائرات الشر مهما عربدت
ومهما سقتهم من دماء الأطفال والنساء
ومهما بالغت في وحشيتها
فإنهم والله لا يستطيعون تثبيط العزيمة
مهما بلغت منهم الجريمة
لقد وعد الله المؤمنين بالنصر
والله لا يخلف الميعاد

فصبراً يا أهل غزة
صبراً على جور الزمان
على همجية العدوان
وعلى حصار الأخوان
صبراً يا حبيبة

فمشهد أطفالك سيحاكم التاريخ
وصرخة نساؤك ستجلد المتخاذلين
وستحقّ الحقيقة ولو بعد حين
فلا النار تستطيع أكل الحقيقة
ولا الحصار... ولا الدمار...
الحقيقة ستشرق من جبين المقاومين
وستصفع الغاصبين المحتلين
مهما جاروا
مهما اعتدوا
لن يقهروا الإرادة
ولن يقابلوا بالإنحناء
فالمقاومة بأسها لا يلين
وهي باقية باقية
حتى استعادة كامل الأرض
ودحر الصهاينة العتاة الغاصبين.
ماجدة ريا