Tuesday, June 10, 2008

المتطرّفون الجدد في لبنان

ربما صُدم الكثير من اللبنانيين بما صدر عن فريق الموالاة من مواقف، خاصة فيما يتعلّق بإعلان إيقاف المشاورات في تشكيل الحكومة.

ربما ازدادت صدمتهم عند حدوث تلك الإعتداءات على المواطنين الأبرياء في أماكن محدّدة في لبنان محسوبة على فئة معينة، اعتداءات صادرة وبشكل علني تحت عنوان مذهبي بحت، وتُغذّى من قبل وسائل إعلامهم بما يؤججها ويجعل أوارها يستعر.

لكن وقفة مدقّقة في كل ما جرى سابقاً، تجعل المرء يشعر أن ذلك الفريق المتجانس من حيث تشكيلته من رؤساء ميليشيات سابقين، من ذوي التاريخ الذي يُشهد له بالإجرام والإستعداد الدائم لحرق الوطن على من فيه حتى وأن حرقوا بالطريق محازبيهم من المصطفّين وراء عصبيتهم المُقيتة تلك، أن ما قام به هذا الفريق يأتي في سياق طبيعته وتركبه.

لقد تنفس اللبنانيون الصعداء بعد اتفاق الدوحة، الذي قد يبدو للمراقب المدقّق أنه مجرد مزحة، وربما يتحوّل إلى مزحة ثقيلة إذا استمرّ فعلاً ذلك الفريق في الإنزلاق في ذلك المنزلق الخطر.

ما يجري يجعل بعض الأسئلة تطرق الرأس بمطرقة حادة " هل هؤلاء لا يريدون من اتفاق الدوحة إلا انتخاب الرئيس فقط؟

وإبقاء الأمور على ما هي عليه من التعطيل؟

وعدم التوافق على الكثير من الأمور الأخرى التي يبدو أنها شديدة الحساسية؟

هل يظنّ هؤلاء أنهم يستطيعون أن يلعبوا أكثر في ملعب بات واضحاً أنه رطب جداً وفي كل خطوة انزلاق قد تكسر رِجلاً أو يداً أو ربما عنقاً؟

من المستفيد من كل هذا التأجيج في المشاعر وتوجيه الصراع باتجاه خطير جداً ظناً منهم أنهم يجرّون البلد إلى حرب مذهبية؟

ما زالوا يصرّون على غيّهم، ولا يريدون لهذا البلد أن يستقر، لأنهم ما زالوا ماضين في تنفيذ المخطّط الأمريكي الهدّام، يتقلّبون معه كيفما تقتضي الحاجة، يبدون ما لا يبطنون، يتلطّون وراء أقوال كاذبة من أجل الوثوب في أي لحظة إلى تمزيق اشلاء الوطن.

لا أمان مع هؤلاء، كم من مرة تعهّدوا ونكثوا العهود في اللحظات الأخيرة؟

كم من مرة انقلبوا وتقلّبوا وفق أهواء السيد الأمريكي؟

هل وصلنا فعلاً إلى الحائط المسدود ؟ إلى حافية الهاوية ؟ ولماذا؟

ماذا يريد هؤلاء؟

سلاح المقاومة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مهما لعبوا أو تلاعبوا بالظروف والمعطيات، فإنهم حالمون وواهمون، ولا يدركون ما يفعلون، يسيرون على غير هدى، ينفذون ما يُطلب منهم، حتى وإن كان ذلك الطلب هو الإنتحار!

بئس الساسة هؤلاء، ومسكين هذا الوطن الذي كُتب عليه أن يحمل منهم كل هذا!

مسكين هذا الشعب الذي لا يعرف كي ينقذ نفسه من هؤلاء المرتزقة الذين لا يتوانون عن قتلهم كرمى لعيون الأمريكي ومن أجل حماية الأمن الإسرائيلي!

ولكن هذا الشعب المسكين الذي تحمّل فظاظة وفظاعة ما ارتكب العدو الصهيوني في حقّه، هو من سينتصر، مهما فعل هؤلاء ومهما كانت ألاعيبهم الشيطانية فإن الحق أقوى وما خاب من تمسّك بحقّه.

ماجدة ريا