Monday, August 28, 2006

نظرة طفل

الثاني عشر من تموز ليلاً، الصواريخ تتساقط على أرض مطار بيروت الدولي منطلقة من الطائرات الحربية ومن البوارج البحرية الإسرائيلية، في إشارة لبدء العدوان على لبنان، فتلهب آذاننا بدويّها الصاعق، ونشعر أن البناء يرتج بنا رغم وجودنا في الملجأ، فأخذت بقراءة بعض الآيات القرآنية والأدعية لإدخال الطمأنينة إلى نفوسنا ونفوس الأطفال من حولنا.
بعد ليلة حامية ألهبت فيها أرض المطار بهذه الإنتهاكات العدائية، هدأ القصف صباحأ، صعدت إلى شقتي، تسمّرت أمام التلفاز أتابع الأحداث وأولادي من حولي.جلس إبني وعمره تسع سنوات بالقرب مني، وأخذ يمارس هوايته المفضلة، وهي صناعة أشكال من المعجون المخصص للإطفال، أشكال من الطائرات والدبابات والجنود... وأشياء كثيرة غيرها.
وبينما أنا منشغلة بمتابعة الأحداث، شدّني صوته وهو يقول لي "ماما أنظري ماذا صنعت"
التفت نحوه وأخذ يشرح لي فرحاً ما رأيته واضحاً "رجل من رجال المقاومة يقف وقفة مارد، وأمامه يسجد رجل آخر رسم على ظهره علم إسرائيل وقد جاء رأسه عند أقدام المقاوم"
حضنته، وربّتّ على كتفه وانفلتت من فمي ضحكة فرح غامر وأنا أقول في نفسي "هذه هي روح أطفالنا، وهذه هي معنوياتهم بعد ليل من الأصوات المرعبة، فهل يمكن لإسرائيل أن تهزم هذه الروح؟!"
بعد ذلك قلت له: "ان شاء الله هذا ما سيحدث يا بني"
طوال فترة الحرب، وهذا المشهد يراود مخيلتي وابتسم له، إلى أن ضحكت ملياً عند الكثير من المشاهد الأكثر إذلالاً لجنود العدو والتي شعر بها طفلي منذ بداية العدوان وأصبحت حقيقة مؤكدة مع توالي هزائم هؤلاء الجنود عند كل مواجهة.
وضحكت أكثر عند إعلان الإنتصار.
ماجدة ريا
24/آب/2006