Saturday, February 16, 2008

مرحلة ما بعد اغتيال الشهيد القائد عماد مغنية


أجمع الخبراء الإستراتجيون والمراقبون السياسيون أن المرحلة التي بدأت منذ لحظة الإغتيال هي مرحلة مختلفة تماماً عن سا بقاتها، لا بل هي مرحلة مصيرية، خاصة بعد خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله.
كيف لا تكون كذلك وقد قال فيها صاحب الوعد الصادق أنها ستؤرّخ لسقوط اسرائيل!
لقد ارتكبت اسرائيل حماقة كبرى، بالتأكيد لا تملك أن تكون على مستوى تحمّل نتائجها، فكما في حرب تموز خطّطت ونفّذت واكتشفت عقم خططها، وفشل تفكيرها، فهي اليوم تقع في ذات الشرك وتظنّ أنها بفعلها هذا ستكسر شوكة المقاومة أو ترهبها؟!
بعض المحللين الإسرائيليين ـ وإن كانوا قلّة أدركوا أن قيادتهم أخطأت في فعلها هذا، معتبرين أن اسرائيل اغتالت قبلاً الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي في 16 شباط 1992 وكان أن استلم مكانه السيد حسن نصرالله الذي تعتبره أشدّ وأقوى، إلا أن اسرائيل ما زالت تراهن على طبيعة تفكيرها وتحليلها وتقديرها للأمور، ولكن وحسبما يؤكد السيد ـ والذي يصفه الكثيرون أنه خبير في الأمور النفسية ـ أن "هؤلاء" لا يعرفون (لأنهم ينتمون لثقافة مختلفة تماماً) إن دم‏ الحاج رضوان يزيدنا قوة وتماسكاً ووحدة وصلابة وحافزاً لمواصلة الطريق بأفق أوسع وأكبر ان شاء الله. فهم لا يدركون أبداً مدى الوحدة العاطفية والروحية ومدى التماسك داخل صفوف المقاومة، ناهيك على أنها تشكّل حافزاً قوياً لمواجهة التحدّيات، وللإنتقام لتلك الدماء الطاهرة.
عادة، واعتماداً على مقياس ثقافتهم، يحاول الإسرائيليون اللعب على المتناقضات، والأمور النفسية التي يمكن أن تشكّل عامل ضغط على الطبيعة الإنسانية، ولكنهم لا يدركون كيف يمكن أن تكون طبيعة الأمور الإنسانية عند المؤمنين، ولا درجة مقياسها، ولا يعرفون بها أصلاً.
ففي حرب تموز، كانوا يهدمون البيوت ويقتلون الناس، وعندما كانت تجول كاميرات الصحافة العالمية على المهجرين الذين دمرت بيوتهم فيسمعون ما يجعلهم يقفون مذهولين:
فمن يقول تدمّر منزلي؟ فدا المقاومة، ومن تقول استشهد ابني ؟ فدا المقاومة.. وكلام يطول والكل يقدم النفس والمال والبيت فداء للمقاومة عنوان العزة والكرامة.
واليوم تظن اسرائيل أن اغتيال القائد قد يفتح نوعاً من الصراع على القيادة، أو يحدث بلبلة في صفوفها، لأنهم لا يفقهون طبيعة هذه المقاومة، ولا يمكن لهم أن يفهموا شيئاً.
منذ اللحظات الأولى يُعيّن القائد الخلف لخير سلف، وتسير الأمور بسرعة كبيرة، ويعلن السيد أن المقاومة قد اتمت كامل جهوزيتها للمواجهة، فحرب تموز لم تتوقف، والقائد عماد استشهد في سياقها، وإن كان في أرض غير أرضها ووقت غير الوقت الذي يتعارف انها حصلت به، ولم يكن هنالك وقف لإطلاق نار، أما الذي تبدّل اليوم فقط هو تغيير مقاييس اللعبة، بحيث أن الأمور اصبحت مفتوحة على مصراعيها، فعندما تغتال اسرائيل الشهيد القائد عماد مغنية على أرض غير لبنانية، فهذا يعني أنها وسّعت دائرة الصراع، ومن حق المقاومة أن ترد في أي مكان تراه مناسباً، وكذلك الزمان الذي تختاره.
ومن الواضح أن حالة هستيريا الخوف تجدّدت في اسرائيل، ورفعت حالة التنأهب إلى الذروة في كل مكان، على الحدود استنفار من وراء الدشم المحصنة بحيث لا ترى لهم وجوداً، في الداخل والخارج حيث تواجد اليهود على الكل ان يتوخى الحذر، الإسرائيليون يعيشون ذروة الهلع من حدوث اي شيء لن يستطيعوا لا هم ولا غيرهم التكهّن به بالتأكيد ، سيما بعد المفاجآت التي كان يظهرها أداء المقاومة خلال حرب تموز، فهم يعرفون أن المقاومة ستضرب بقوة.
فلينتظروا!
ماجدة ريا