Monday, February 07, 2011

الحرية والثورة

الحرية والثورة

فجأة... كل شيء حدث فجأة!

في العقد الأخير من الزمن، توالت أحداث كثيرة في منطقة الشرق الأوسط حيث مركز الصراع مع العدو الصهيوني ومنها أحداث بارزة جداً، التحرير عام 2000 في لبنان، عدوان تموز 2006 والذي انتهى بهزيمة مدوية للعدو الصهيوني الذي حشد خلفه يومها العالم بأسره ولا ننسى أنه أكثر ما كان يحز في النفس هو دعم الأنظمة العربية الجائرة لذلك العدوان، وبعدها العدوان على غزة وما جرى فيها من فظائع وبذات الدعم، وبعدها استمرار الحصار عليها والذي ما زال قائماً، وجدار عازل، ومحكمة دولية تسعى لمحاكمة المنتصرين على الكيان الغاصب في لبنان المقاوم لأنهم جربوا معهم كل الوسائل ولم يفلحوا بهزيمتهم ويظنون واهمين أنهم من خلال هذه المحكمة التي باتت ساقطة فعلاً أنهم يمكن أن يتحصّلوا على شيء ما، وهم لن يحصدوا إلا الخيبة.

وسط كل هذه الأحداث كان الفرد منا ينظر بأسى إلى مقدّرات الدول العربية ويقول لو أن هذه الدول توظّف إمكاناتها لنصرة قضية فلسطين، لدعم الحق والثورة، لو ولو ... لكن الآمال مع الأيام وتوالي الأحداث كانت تتناقص إلى أن بات هذا الفرد يتمنى لو أن هذه الدول تكف عن تغطية العدوان وربما في أغلب الأحيان التآمر معه في وجه حركات المقاومة الشريفة، إذ أن العهر السياسي لدى البعض منهم قد وصل إلى حد الدفاع جهاراً عن المصالح الصهيوامريكية في المنطقة وتقديم الدعم اللازم لها.

وفجأة... حدث كل شيء فجأة!

وكأن نوراً هبط من السماء، فأضاء شعلة في القلوب التي لم تكن يوماً مع حكامها وظلامها، ولم تكن تملك الحيلة ولا الوسيلة لأي فعل أو أي تغيير، وكأن كل شي كان يغط في سبات عميق.

أذّن المؤذّن أن الفجر لاح، هبوا من رقادكم فقد ولى عهد الرقاد، انتفض الشباب في تونس، كان العالم مذهولاً مما جرى وكأنه حلم، فعلاً إنه حلم جميل لكن الإرادات تجعل الأحلام حقيقة، فسطع نور الشمس ليرى الناس كيف لملم الحاكم أذياله وهرب ليستقر مع من سبقه من المتسلطين الظالمين في مزابل التاريخ.

لكن صوت الآذان لم يصدح فقط في تونس، والشرارة امتدت إلى غير مكان، فاشتعلت مصر بلد الثمانين مليوناً ثورة صاخبة، ونفض الشباب عنهم ثوب الخوف، ثاروا ولا زالوا، وما زالت الأنوار الإلهية تمدّهم بالزخم، وما زالوا يرفعون الصوت عالياً، وقد ثبّتوا أقدامهم على درب الحق والنضال، مستعدين لدفع الثمن، فالحرية تشرى بالدماء، والعزة تصنع بالتضحيات، وتصان بالصبر على الملمات.

إنها الثورة، الثورة التي ينظر إليها كل العالم، ما بين مؤيد ومناصر، وما بين خائف من تبدّل الموزاين وخسران القوة الكبرى والسند الأقوى في هذه المنطقة.

فإذا كان العدو الصهيوني ومعه الإدارة الإمريكية قد اشتروا شخصاً أو فئة، وسلّطوهم على رقاب العباد، فإن الشعب حر أبي، الناس هم الطيبون الموالون للحق، الذين شهدوا ما شهدوا في الفترة الأخيرة من ظلم وعدوان يقوم بهما العدو الغاصب بحق شعوب المنطقة، وبدعم من النظام الحاكم، وشهدوا ما شهدوا من سرقة وفساد في مقدرات البلاد، وكأن ما يهم الحاكم فقط هو إرضاء الجلاد وترك الناس والتضييق عليهم في عيشهم وفي فسحة الأمل، وفوق ذلك كله يعمل على كم الأفواه التي تدعو إلى مساندة المظلومين وإلى عدم الإنحياز للعدو الصهيوني.

لقد أشرقت شمس الأمل، واستفاق المارد ولن يعود إلى القمقم، هذا المارد الذي بيده أن يغيّر موازين القوى، وأن يقلب المعادلات، هذا المارد الذي طالما قيل فيه أنه هو قلب الأمة، استفاق ليعود إليها، ندعو الله حقاً وصدقاً أن يتمكن هؤلاء الشباب الأبطال من نقل هذا البلد إلى الضفة الأخرى من الصراع، وأن ينضم إلى قافلة بلدان الشرف الذين يحملون هم قضية فلسطين، وتحرير القدس الشريف من يد الظالمين.

ماجدة ريا

No comments: