Monday, August 25, 2008

متى نراك: عمل مشهدي استأهل المشاهدة











متى نراك: عمل مشهدي استأهل المشاهدة كتبت ماجدة رياانشقّت عتمة المسرح عن نور تلألأت على جدرانه كلمات تحملنا على جناحها فتخفق قلوبنا لذكرها، وتلهج بها مشاعرنا "الأمل الموعود". ويظهر شخص من تلك الإضاءة بثياب ناصعة البياض كبشارة الملائكة، وصوت رخيم ينشد شجن فراق الإمام المهدي(ع).هذه هي بداية المسرحية الإنشادية المستوحاة من التوق لرؤية الإمام المهدي المنتظر، ومناجاته في ذكرى ولادته الميمونة، لتتضمّن الكثير من المعاني الراقية التي تربطنا بهذه المناسبة العظيمة، وتقدّم بأسلوب فني رائع الصوت والصورة والأداء المسرحي ليضع كل ذلك لمساته على الوجدان ويرسخ في أعماقه.الإضاءة، الحركات، الصوت، الديكور كل ذلك يشدّ المرء ليتابع بكل جوارحه، وليعيش تفاصيل هذه المسرحية الإنشادية بروحها ومعناها، ويتأثّر بها إلى حد تدمع معه العين من شدّة الخشوع. يشترك في الأداء المسرحي مزيج من كل الأعمار، من شباب، وشابات، وفتيان وفتيات بلباس ناصع البياض، والجميع في حالة الإنتظار..تخلّل المسرحية حكمة وتوجيه على لسان الفنان القدير "علي شقير" فينزل عن المسرح، ويكون أكثر قرباً من الجمهور وهو يحثّه من خلال كلماته وصوته الجهوري المليء بالخشوع على العمل بجد وجهد تمهيداً لظهورالإمام المهدي(ع)، مشيراً على الحاضرين أن يكون الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ساكناً في كل حركة من حركاتهم وهمسة من همساتهم وفعل من أفعالهم لنذكر الإمام دائماً وليحضر في قلوبنا في كل صلاة وكل دعاء من أجل تعجيل الفرج، فلا بدّ من الإستعداد الجيد لنصبح أهلاً لقدومه المبارك. يأتي ذلك بعد مشهد يوحي بالتنازع على زيف هذه الدنيا من خلال شد الملاءات السوداء فيما بين عدد من الشبان، كل يريد جذبها نحوه، فتكون هذه الحكمة تذكرة بأن العمل الصالح والتضحية وإخلاص النية في العمل هم الذين يساعدوننا في التمهيد لظهور الإمام(ع). تركزّ المسرحية على توضيح الأداء والأعمال اللذين يمكن أن يساعدا المرء في عملية التمهيد لظهور الإمام (ع)، فمثلاً خلال العرض تتقدم إحداهنّ وعلى ذراعها طفل تنذره لله، ويكون المسرح ما زال مليئاً بكل هؤلاء الذين وقفوا ليشاركوا بملابسهم البيضاء، ومن ثم يغادر كل من على المسرح ليبقى طفل واحد يتحدث عن والده الذي ذهب إلى الأرض الخضراء حيث الإمام، هكذا أخبرته أمه، ويتمنى رؤية الإمام المهدي ورؤية أباه، يكبر الطفل وهو خاشع متضرّع لله ساجداً في محراب صلاته، تسعى روحه باتجاه نور الإمام المهدي(ع) ، فيظهر بلباس المقاومة، ويشير إلى أن دماءه ودماء الشهداء هي التي ستعبّد الطريق وتمهّد لقدوم الإمام (ع).بعد ذلك يأتي مجموعة من الشباب بلباس المقاومة، ليؤدّوا لوحة مشهدية وانشادية رائعة، ولا يخفى على أحد مدى تأثير المؤثّرات البصرية والصوتية على الإنسان، وأهمية تسخيرها من أجل الإضاءة على أمور أساسية مؤثّرة على حياتنا، مثل هذا العمل المسرحي الإنشادي الذي يساعد على إنعاش هذه الذكرى المباركة، فهذه الأمور تجذب الناس، وتجعل تلك المفاهيم عالقة في وجدانهم، بل تجعلهم أكثر تفاعلاً معها، وبحثاً عن حقيقتها، لأنها تدخل إلى النفس بشكل محبّب، فللموسيقى الهادئة وقع خاص على الروح فكيف عندما تحمل في طياتها جمالاً في روح الكلمات تنعش الأمل في الأمل الموعود، وتهشّم ركود الحياة لتدفعها نحو التعلّق أكثر بمخلّص البشرية المنتظر...هذه المسرحية تقيمها في هذه الأيام وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله على "مسرح رسالات" التابع لبلدية الغبيري، وقد ساهم في هذا العمل الهيئات النسائية في حزب الله، فرقة الفجر الإنشادية، فرقة الولاية النسائية وعدد من الفنانين ويستمرّ عرضها حتى نهاية الأسبوع.ويبقى السؤال: متى نراك يا سيدي ومولاي، يا حجة الله...متى نكحل عيوننا بلقياك؟ إننا ننتظر بشوق المحبين.
ماجدة ريا
جريدة الإنتقاد الإلكترونية

No comments: